More Than a Hearing Test: The Important Difference Between Medical and Cultural Views of Deafness

التعريف الطبي مقابل التعريف الثقافي للصمم: وجهتا نظر مهمتان

مقدمة: طريقتان لتعريف كلمة واحدة

figure-1

عندما نسمع كلمة "الصمم"، يفكر معظمنا في أمر بسيط: عدم القدرة على السمع. لكن هذه الكلمة الواحدة تمثل في الواقع طريقتين مختلفتين تمامًا في التفكير حول معنى كون الشخص أصمًا. لفهم التعريف الحقيقي للصمم، يجب أن ننظر إلى ما هو أبعد من مجرد اختبار السمع. علينا أن نتعرف على كل من التعريف الطبي، الذي يركز على السمع والجسم، والتعريف الثقافي، الذي يركز على الهوية واللغة والمجتمع.

بالنسبة لأي شخص يبدأ في التعرف على هذا الموضوع — سواء حصل للتو على تشخيص، أو كان والدًا لطفل أصم أو ضعيف السمع، أو يعمل مع الأشخاص الصم — فإن فهم هذا الفرق هو أهم خطوة أولى. أحد التعريفات يتحدث عن حالة جسدية؛ والآخر يتحدث عن هوية الشخص. التعرف على كلا التعريفين ضروري للحصول على الصورة الكاملة. دعونا نستعرض هاتين الطريقتين في التفكير معًا.

التعريف الطبي: عالم من الأصوات

التعريف الطبي للصمم هو ما يتعلمه معظم الناس أولًا. هو علمي، وواقعي، ويركز بشكل كامل على كيفية عمل الأذن ومدى قدرة الشخص على سماع الأصوات. من هذه النظرة، يوجد الصمم على مقياس يقيسه الأطباء ويعرضونه على رسم بياني.

ما هو الصمم الطبي؟

في المصطلحات الطبية، الصمم هو عندما لا يستطيع الجسم سماع الأصوات جزئيًا أو كليًا. ليس مجرد حالة واحدة، بل هو نطاق من فقدان السمع يصنفه الأطباء بناءً على شدته. يتم قياس مقدار الفقدان بالديسيبيل (dB)، الذي يحدد مدى شدة الصوت. يُشخص الشخص بفقدان السمع إذا لم يستطع سماع الأصوات تحت مستوى معين من الديسيبيل.

  • فقدان السمع الطفيف: (26-40 dB HL) قد يواجه الشخص صعوبة في سماع الكلام الهادئ أو المحادثات في بيئة بها ضوضاء.
  • فقدان السمع المتوسط: (41-55 dB HL) يصبح إجراء المحادثة بدون جهاز مساعدة سمعية أكثر صعوبة.
  • فقدان السمع الشديد: (71-90 dB HL) قد يسمع الشخص فقط الكلام العالي جدًا أو الأصوات القوية، مثل صوت إغلاق الباب. غالبًا ما تكون الأجهزة المساعدة السمعية مطلوبة لسماع الكلام.
  • فقدان السمع العميق: (91+ dB HL) لا يستطيع الشخص سماع الكلام حتى عندما يكون عاليًا، ويعتمد أساسًا على التواصل البصري أو التكنولوجيا مثل زراعة القوقعة.

في المصطلحات الطبية، تشير كلمة "deaf" (بالحرف الصغير d) عادة إلى الأشخاص الذين يعانون من فقدان سمع شديد إلى عميق.

قراءة الرسم البياني: كيف يُقاس السمع

يُقاس فقدان السمع باستخدام اختبار ينتج عنه مخطط سمعي يُسمى الصوتي. يمكن اعتبار الصوتي خريطة لسماع الشخص. يُظهر أهدأ الأصوات التي يمكن سماعها عند مختلف النغمات أو الترددات.

القياسان الرئيسيان على هذه الخريطة هما الديسيبيل (dB)، الذي يقيس شدة الصوت (محور عمودي)، والهرتز (Hz)، الذي يقيس النغمة من المنخفضة إلى العالية (محور أفقي). حسب منظمة الصحة العالمية (WHO)، السمع الطبيعي لدى البالغين يعني القدرة على سماع الأصوات عند 25 ديسيبيل أو أهدأ عبر نطاق الترددات النموذجية للكلام. يوفر الصوتي المعلومات الأساسية للتشخيص الطبي، موضحًا بالضبط الأصوات التي يستطيع الشخص سماعها والأصوات التي لا يستطيع سماعها.

وجهة نظر "النموذج الطبي"

يعمل التعريف الطبي ضمن ما يسمى نموذج العجز. هذه الطريقة في التفكير ترى الصمم كشيء مفقود أو ناقص أو غير طبيعي يحتاج إلى الإدارة أو العلاج أو "الإصلاح". الهدف الرئيسي من هذا المنظور هو تقليل تأثيرات فقدان السمع ومساعدة الشخص على العمل قدر الإمكان كما لو كان يسمع.

يركز هذا المنهج على العلاجات مثل الأجهزة المساعدة السمعية، وزراعة القوقعة، والعلاج المكثف للكلام والسمع. التركيز يكون على استعادة الصوت، وتطوير النطق، والاندماج في عالم السامعين. على الرغم من أن هذه التقنيات والعلاجات يمكن أن تكون أدوات مفيدة جدًا، إلا أن النموذج ذاته يعامل الصمم كفقد يجب التغلب عليه بدلاً من كونه هوية يجب تبنيها.

التعريف الثقافي: عالم من الهوية

على العكس تمامًا من الجانب الطبي، لا يتعلق التعريف الثقافي للصمم بما فُقد، بل بما اكتسب: مجتمع نابض بالحياة، لغة غنية، وهوية مشتركة فريدة. يغير هذا المنظور الصمم من إعاقة إلى اختلاف بشري، يشبه العرق أو الجنسية.

تقديم "الصمم الكبير" Deaf

هنا، الحرف الكبير مهم جدًا. في حين أن كلمة "deaf" بالحرف الصغير تشير إلى الحالة الطبية، تشير كلمة "Deaf" بحرف D كبير إلى الهوية الثقافية. الشخص الذي ينتمي ثقافيًا إلى Deaf هو عضو في مجتمع Deaf، مجموعة عالمية من الأشخاص الذين يشتركون في لغة وثقافة مشتركة.

من المهم أن مستوى فقدان السمع لدى الشخص لا يجعله بالضرورة جزءًا من مجتمع Deaf، ولا يحدد هويته. بعض الأشخاص الذين يعانون من فقدان سمع عميق قد لا يعرفون أنفسهم كـ Deaf، في حين قد يكون بعض الأشخاص الذين يعانون من فقدان سمع أقل شدة، أو حتى أفراد عائلاتهم السامعين، أعضاء نشطين ومقبولين في مجتمع Deaf. الهوية مسألة اختيار شخصي ولغة واتصال، وليست مسألة ديسيبيل.

أساسيات ثقافة Deaf

تُبنى ثقافة Deaf على أساس تجارب وقيم مشتركة، ولُغة في مركزها تمامًا.

  • اللغة: قلب ثقافة Deaf هو لغة الإشارة. لغات مثل American Sign Language (ASL)، وBritish Sign Language (BSL)، ومئات اللغات الأخرى حول العالم ليست مجرّد نُسخ بصرية للغات المحكية. إنها لغات كاملة ومعقدة قواعديًا بذاتها، ذات هيكل ودقة وجمال خاص. بالنسبة لمجتمع Deaf، تعتبر لغة الإشارة أكثر أشكال التواصل ملاءمة وطبيعية.
  • التاريخ المشترك: ثقافة Deaf غنية بالتاريخ، مع لحظات من النضال والانتصار. تأسيس جامعة Gallaudet، الجامعة الوحيدة في العالم للأشخاص الصم وضعاف السمع، واحتجاج "Deaf President Now" (DPN) في عام 1988 هي أحداث مهمة خلقت شعورًا قويًا بالهوية الجماعية والفخر.
  • القيم والتقاليد: تختلف المعايير الثقافية في مجتمع Deaf غالبًا عن عالم السامعين. فن سرد القصص قيمة عالية. الميل إلى التواصل المباشر والمعبر أكثر. تاريخيًا، كانت المدارس الداخلية للأشخاص الصم أماكن مركزية حيث تنتقل اللغة والثقافة عبر الأجيال.

وجهة نظر "النموذج الثقافي"

يعمل التعريف الثقافي بناءً على نموذج اجتماعي أو ثقافي. يرى هذا المنظور الأشخاص Deaf كأقلية لغوية وثقافية، وليس كمجموعة معاقين. "المشكلة" ليست في عدم قدرة الشخص على السمع، بل في الحواجز المجتمعية التي تمنع الوصول الكامل والمشاركة.

figure-2

بدلًا من التركيز على "العلاج"، يكافح النموذج الثقافي من أجل إمكانية الوصول — الحق في التعليم بلغة الإشارة، والمترجمين المؤهلين في جميع البيئات، والترجمة النصية الشاملة، وأنظمة التنبيه البصرية. الهدف ليس الاندماج، بل تحقيق المساواة، والاحتفال بهوية Deaf، وضمان أن يكون لدى مجتمع Deaf الأدوات والحقوق للنجاح بشروطه الخاصة.

جانب إلى جانب: مقارنة

لجعل هذه الفروقات أوضح، من المفيد مقارنة النموذجين جنبًا إلى جنب. كل نموذج يتناول الجوانب الأساسية لحياة الشخص Deaf أو ضعيف السمع من نقطة انطلاق مختلفة تمامًا. يقدم هذا الجدول ملخصًا سريعًا لمعتقداتهم الأساسية.

البند وجهة نظر النموذج الطبي وجهة نظر النموذج الثقافي
الرؤية الأساسية للصمم حالة طبية؛ عجز يجب تصحيحه. اختلاف بشري؛ خاصية لمجموعة ثقافية.
الهدف الأساسي "إصلاح" السمع وتمكين النطق؛ الاندماج في المجتمع السامع. الحصول على المساواة في الوصول والحقوق؛ الاحتفال بهوية Deaf.
الأولوية اللغوية اللغة المحكية (مثل الإنجليزية). لغة الإشارة تُعتبر غالبًا ثانوية أو كخيار أخير. لغة الإشارة (مثل ASL) هي اللغة الطبيعية والأساسية. المحكية/المكتوبة ثانوية.
الهوية "شخص لديه إعاقة" أو "شخص يعاني من فقدان السمع". "شخص Deaf"; عضو في أقلية لغوية وثقافية.
دور التكنولوجيا علاجية (مثل زراعة القوقعة تهدف لاستعادة الإحساس بالسمع). مساعدة (مثل خدمات الترجمة الفيديوية، وأنظمة التنبيه) لتحسين إمكانية الوصول.
المجتمع متركز حول المهنيين الطبيين، وأخصائيي السمع، وأخصائيي النطق. متركز حول الأشخاص Deaf الآخرين، والأندية الثقافية، والفعاليات الثقافية.

تجسيد التعريفات: تجارب بشرية حقيقية

هذه التعريفات ليست مجرد أفكار؛ إنها تشكل حياة حقيقية، وقرارات، وهويات. لفهم تأثيرها، لا بد من الانتقال من النظرية إلى التجربة البشرية الحقيقية.

خيار الوالدين

تخيل أن يُخبر والدان بأن مولودهما الجميل أصم بعمق. في عيادة الطبيب، تكون المحادثة ضمن النموذج الطبي. يسمعون كلمات مثل "فقدان"، "تأخير"، و"تدخل". الطريق المعروض هو جراحة زراعة القوقعة وسنوات من العلاج النطقي المكثف، وكل ذلك يهدف لمساعدة طفلهم على الاندماج في عالم يسمع فيه الناس. يبدو الخبر وكأنه مأساة.

بعد بضعة أشهر، يلتقون بمرشد بالغ أصم. هذا المرشد لا يتحدث عن الفقدان؛ بل يتحدث عن مجتمع نابض بالحياة. يُعرّف الوالدين على لغة الإشارة الأمريكية، مبيناً لهم كيف يمكن لطفلهم أن يمتلك لغة كاملة وغنية منذ اليوم الأول. يرون أطفالاً أصم يلعبون ويضحكون ويتواصلون بسهولة. تتغير نظرة الوالدين. يدركون أن الصمم ليس عالماً فارغاً، بل هو بوابة لعالم مختلف وجميل بنفس القدر. لم يعودوا يصححون مشكلة، بل ينضمون إلى ثقافة.

الراشد الذي فقد سمعه في وقت متأخر

تخيل امرأة كانت تعاني من ضعف سمع طيلة حياتها لكنها فقدت السمع المتبقي في الأربعينيات من عمرها. في البداية، تعايش الأمر من خلال عدسة طبية. تشعر بأنها مكسورة ومنقطعة عن عالم الصوت الذي كانت تعرفه. تتحول المحادثات إلى جهد مرهق، والتجمعات الاجتماعية تثير القلق. تحزن على فقدان الموسيقى وسهولة الحديث.

ثم تقرر أن تأخذ صفاً في لغة الإشارة الأمريكية. مترددة في البداية، تبدأ بالتواصل بصرياً. تحضر فعالية لمجتمع الصم، وللمرة الأولى منذ سنوات، تشعر بأنها مشمولة تماماً في محادثة. تجد مجتمعاً جديداً يفهم تجربتها ليس كفقدان، وإنما كواقعية مشتركة. تبدأ في تعريف نفسها كصماء. يظهر رحلتها أن الهوية الثقافية ليست مقتصرة فقط على المولودين صم، بل يمكن أن تكون مساراً مختاراً ويمكّن في أي مرحلة من مراحل الحياة.

سؤال الهوية

تخيل مراهقاً حصل على زرع قوقعة كطفل. يتنقل في عالم السامعين باستخدام اللغة المنطوقة لكنه أيضاً طليق في لغة الإشارة الأمريكية التي يستخدمها مع أصدقائه من الصم. يعيش في عالمين، أحياناً يشعر بأنه لا ينتمي بالكامل لأي منهما. هل هو "أصم" بسبب واقعه الطبي، أم "صمم" بسبب ارتباطه بالثقافة؟

مع مرور الوقت، يدرك أنه لا يجب عليه الاختيار. يشعر بالقوة من قدرته على جسر عالمين. يمكنه الدفاع عن نفسه في الصف الدراسي السامع والتواصل بعمق مع أصدقائه في مجتمع الصم. تبرز قصته أن الهوية معقدة ومتغيرة وشخصية للغاية. ليست اختياراً بين تعريفين متعارضين بل مزيج فريد من كلاهما.

طيف الهوية: ليست فقط بالأبيض والأسود

التمييز بين التعريف الطبي والتعريف الثقافي يوفر إطاراً مهماً، لكن الهوية الإنسانية نادراً ما تكون بهذه البساطة. مجتمع الأشخاص ذوي فقدان السمع متنوع جداً، والهوية الشخصية تقع ضمن طيف واسع.

مكان "ضعاف السمع"

مصطلح "ضعيف السمع" عادةً ما يصف الأشخاص الذين يعانون من فقدان سمع من خفيف إلى شديد والذين يستخدمون اللغة المنطوقة في التواصل. تجربتهم فريدة. قد يستخدمون المعينات السمعية للتنقل في عالم السامعين لكنهم لا يزالون يواجهون تحديات كبيرة في التواصل وإمكانية الوصول.

بعض ضعاف السمع يعرفون أنفسهم بقوة كجزء من مجتمع الصم، في حين يرى آخرون أنفسهم كجسر بين عالم الصم عالم السامعين. يشكل كثيرون مجتمعهم وهويتهم المميزة الخاصة. من الضروري الاعتراف بتجربة ضعاف السمع بوصفها صالحة ومميزة، وليس فقط كشكل "أقل" من الصمم.

احتضان هوية مرنة

في النهاية، لا توجد طريقة "صحيحة" لتكون صماً أو ضعيف السمع. الهوية رحلة شخصية. قد يتبنى الشخص النموذج الطبي بفخر باستخدام زرع قوقعة للوصول إلى الصوت، وفي الوقت نفسه يكون مستخدماً طليقاً للغة الإشارة الأمريكية وعضواً فخوراً في مجتمع الصم. لا يلغي أحدهما الآخر.

المبدأ الأهم هو احترام الاختيار الفردي. هوية الشخص هي حقه في التعريف بها، وقد تتغير على مدى الحياة. دورنا ليس حصر الناس داخل صناديق بل فهم الأطر المختلفة التي قد يستخدمونها لبناء إحساسهم الخاص بالذات.

الخاتمة: ربط تعريفين

بدأنا بطلب تعريف واحد للصمم واكتشفنا وجود تعريفين. التعريف الطبي، الذي يركز على اختبارات السمع، يرى الصمم كحالة تحتاج إلى علاج. يطرح سؤال ما الذي لا يستطيع الشخص فعله. التعريف الثقافي، الذي يركز على اللغة والمجتمع، يرى الصمم كهوية يجب الاحتفال بها. يطرح سؤال من يكون الشخص بشأنه.

كل من التعريفين له مكانه. يوفر النموذج الطبي إمكانية الوصول إلى التكنولوجيا والرعاية السمعية التي يجدها كثيرون ضرورية. لكن النظرة الطبية وحدها غير مكتملة. فهي تغفل القلب والروح والإنسانية النابضة بالحياة لعالم الصم.

الفهم الكامل الحقيقي يتطلب منا أن نحمل كلا المنظورين. يجب أن نقدر الحقائق الإكلينيكية لفقدان السمع وفي الوقت نفسه نحترم ونحتفل بالثقافة الغنية واللغة والهوية لمجتمع الصم. من خلال ربط هذين العالمين، نتجاوز التعريف البسيط نحو تقدير عميق لتنوع تجربة الإنسان.

x